Follow us

  • الصفحة الرئيسية
  • ثرية أومواكا لـ”جبلنا ماغازين”: أنا يابانية ولبنانية في آن معاً وفيلم “بكرا منشوف” هو رسالة حب إلى لبنان
image

ثرية أومواكا لـ”جبلنا ماغازين”: أنا يابانية ولبنانية في آن معاً وفيلم “بكرا منشوف” هو رسالة حب إلى لبنان

فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

منذ الحادي عشر من آذار الجاري، أصبح فيلم "بكرا منشوف" الوثائقي متاحاً مجاناً على الإنترنت.

هذا الوثائقي، ومدته ساعة وعشر دقائق، أعدته مخرجة يابانية نصف لبنانية لكي تُريَ العالم من خلاله صورة إيجابية عن لبنان وتعكس وجهه الثقافي الصامد على الرغم من الأوضاع غير المستقرة فيه.

هي ثرية أومواكا (32 عاماً)، والدها ناوهيكو أومواكا، سليل عائلة شهيرة في عالم مسرح Noh الأوبرالي الياباني التقليدي الذي يعود تاريخه إلى 655 عاماً، وقد ورث والدها صفة "الماستر" في هذا المسرح عن والده، إذ أن Noh يجري توارثه من جيل إلى آخر، من الأب إلى الولد.

أما والدتها، مادلين عبد الجليل أومواكا، فهي لبنانية غرّبتها الحرب في السبعينات إلى اليابان لتكون بين اللبنانيين القلائل الذين استقروا في ذلك البلد البعيد، ولكنها زرعت في ولديها، ثرية وناوتومو، عشقاً لبلد الأرز الذي يحرصون على زيارته باستمرار.

في مقابلة مع جبلنا ماغازين من طوكيو، قالت ثرية إنها أرادت من خلال تقديمها فيلماً وثائقياً عن الثقافة الفنية المزدهرة في لبنان أن تتحدى الأفكار المسبقة حول بلد مزقته الحرب وأن تظهر كيف ينتقد فنانوه الانقسام الطائفي فيه. وأضافت: "عندما يشاهد الناس في وسائل الإعلام الأخبار عن الصراعات الطائفية والإرهاب في لبنان فقط، يصبح من الصعب عليهم أن يتصوروا الحياة العادية والثقافة الفنية والناس والأصوات والفرح وبساطة الحياة هناك. لذا، رغبت في التركيز على اللبنانيين الذين يقومون بأعمال فنية وبناء منحوتات وتأليف الموسيقى، والذين يساهمون في إعادة بناء الوطن".

وتوضح ثرية أن "بكرا منشوف"، وهو عنوان الفيلم الذي أنتجته لها والدتها، يختصر كيفية تعايش اللبنانيين مع عدم اليقين مما سيأتي به الغد، وقد يكون لهذه العبارة دلالة على الأمل كما قد تدل على عدم اليقين. أي أنها قد تعني: غداً يوم آخر، فلننتظر ما سيأتي به؛ ويمكننا كذلك أن نفسر العبارة على أنها مجرد عدم معرفة ما سيحققه الغد كوسيلة للتأكيد على عدم اليقين uncertainty من المستقبل". وتضيف :"أنا معجبة بصمود الفنانين في مواجهة عدم الاستقرار السياسي في البلاد. فهم لم يتعايشوا فقط مع عدم اليقين، بل أصبحوا من خلاله أكثر قوة".

ورداً على سؤال عما تعلمته عن لبنان خلال زيارتها الطويلة له خلال التصوير، قالت ثرية أومواكا: "تعلمت أن كل حزب سياسي في لبنان له لونه الخاص، ولكنني رأيت في الوقت نفسه كيف أن الفنانين الموهوبين يخلطون تلك الألوان ببعضها. وتعلمت أيضاً أنه من خلال تقبل العيش في ظل عدم اليقين، بإمكانك أن تصبح خلاقاً ومرناً وعفوياً."

وأضافت: "منذ طفولتي وأنا أزور لبنان كل صيف، وأعتبر نفسي لبنانية ويابانية في آن معاً. ولقد وصف أحد  أصدقائي فيلمي الوثائقي بأنه رسالة حب إلى لبنان، وهذا صحيح فأنا فعلاً أحب لبنان، وهذا الفيلم يعطي لمحة عن كيف أنظر إلى هذا البلد، بجماله وندوبه، وكيف أحلم بأن أراه".

يذكر أن فيلم "بكرا منشوف" هو الوثائقي الخامس لثرية أومواكا. وقد سبق لها نشر الأفلام الآتية: أفغانستان دون حجاب (2003)، أصوات ضائعة (بيروت – 2005)، شهود الشارع (كيتو – 2007)، أنا سعيدة (ريو دو جانيرو – 2010). ولقد حصدت حتى الآن جوائز عدة بينها جائزة من مصرف دوبتشيه للإبداع الفني عام 2012، وجائزة آسيا لمنتدى مسرح طوكيو عام 2013، كما حصلت في عام 2014 على جائزة تقديرية من وزارة الثقافة اللبنانية عن فيلمها "بكرا منشوف".

 

Jabalna Magazine ©