Follow us

image

رسالة إلى فخامة رئيس الجمهورية: دعني أحبّك قليلاً! -فاديا سمعان

بقلم فاديا سمعان – جبلنا ماغازين

فخامة الرئيس،

أكتب إليك من البلد البعيد الذي يحتضنني منذ سنوات وقلبي محطّم على بلدي الأحب وأبنائه...

اسمح لي أن أبدا رسالتي هذه بالإشارة الى انني لم أحبّك يوماً.

لم أعتد الكذب ولا "تمسيح الجوخ" وإظهار المشاعر الزائفة. فأنا فعلاً لم أحبك يوماً، لأن اسمك وإطلالاتك رافقتني منذ الصغر مُجبلة بصوت القنابل وعويل الأمهات وصفير سيارات الإسعاف. ولم أنس يوماً ما اقترفه أنصارك بحق شخصية أجلها وذي مكانة لا أرفع منها لدي، هي البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.

فخامة الرئيس، افعل شيئاً... أيّ شيء يجعلني - ويجعل غيري ممن هم مثلي - يحبونك قليلاً!

لطالما تساءلت كلما رأيت أنصارك الكثر يهتفون لك بالنصر: لماذا هؤلاء يؤمنون بهذا القائد وما هي المزايا والخصال التي تشدهم إليه؟

اعذرني، فأنا صادقة مع نفسي، ولم أحبّك يوماً...

فخامة الرئيس،

منذ تسلمك الرئاسة وانا آليت على نفسي أن أحترمك انطلاقاً من احترامي لموقع الرئاسة، وقلت لنفسي "لا شك أن لديه برنامجاً ما، فهذا الرجل كان يعمل للوصول الى كرسي الرئاسة منذ عقود وبالتأكيد سيفعل شيئاً ما من اجل البلد الذي ناضل من أجله ومن أجل الموقع الذي سعى إليه".

ولكن، حتى اليوم يا فخامة الرئيس لم نحصد سوى الخيبة. لا بل تراجع لبنان في عهدك إلى مستويات لم نكن نراها حتى في أبشع كوابيسنا! وعذراً، فأنا لا أحملك وحدك المسؤولية بل أنت جزء منها، ولأنك الرئيس، أخاطبك بهذا.

إفعل شيئًا يا فخامة الرئيس يجعلني أحبك قليلا...

وقفة رجل دولة يا فخامة الرئيس،

وقفة حق يا فخامة الرئيس،

وقفة مصارحة يا فخامة الرئيس...

قل من هم الذين لم "يخلوك" ولم "يخلوا" فريقك يعمل وينجز من أجل لبنان ومواطنيه.

سَمِّ اللصوص، حتى لو كانوا من أقرب الناس إليك.

سَمِّ من سلموا لبنان للغريب واستباحوا كل ما فيه، حتى لو كانوا هم من أوصلوك إلى سدة الرئاسة.

قل كلمتك يا فخامة الرئيس ودع القضاء يعمل الباقي، وبلا تفريق بين أي سارق وآخر، حتى لو كان في موقع رئيس مجلس نواب أو رئيس حزب أو ميليشيا مسلحة أو رئيس حكومة أو نائب أو وزير أو موظف أو رجل أعمال وسمسرات!

إذا كنت لا تعرفهم، فالشعب يعرفهم.

إذا كنت لا تستطيع، فالشعب يستطيع.

إذا كنت "ما بيخلّوك"، فالشعب لن ينتظر من أحد ان "يخليه"... اترك الأمر له.

أعذر صراحتي يا فخامة الرئيس، ولكن عهدك انتهى أو كاد ينتهي، وأنا أشعر بالأسف على رحيلك من بعبدا من دون ان تكون هناك نقطة واحدة بيضاء يشهد عليها اللبنانيون في عهدك.

قل كلمتك وافضح كل شيء، ثم استقِل ودَع اللبنانيين الشرفاء يرسمون مستقبلاً جديداً للوطن... ودعني أحبّك قليلاً!

*كاتبة المقال: فاديا سمعان